الخميس، 5 يونيو 2008

الأربعاء، 4 يونيو 2008


مفهوم التنمية المتكاملة


مفهوم التنمية المتكاملة

بداية : لقد شغلت التنمية بال الكثير من العاملين مع الأفراد والجماعات فى كثير من بلدان العالم الثالث , وتعاظم التعامل مع مجالات وأبعاد وبرامج التنمية , فلم يعد يخلو بلدا سواء كان صناعيا متقدما او ريفيا ناميا , من الدخول فى هذه المجالات من أحد أبوابه وهى كثيرة , ومحاولة الدخول إلى مجالات التنمية الريفية تتأرجح دائما بين اتجاه نظرى حين التعامل مع مفهوم التنمية ومؤشراتها واتجاه عملى تطبيقى , يظهر حين تفحص الحالات الميدانية والنماذج العملية , وممارسة المدرسة فى التنمية الريفية .

وحين ايراد مشروع نموذج للتنمية المتكاملة , وكذلك حين الإشارة الى دور المرأة فى التنمية ويرى الكثير أن التنمية الحقيقية تبدأ من المناطق الريفية , ولذا سوف نتناول التنمية الريفية بشئ من التفصيل لمدى أهميتها القصوى.

مفهوم التنمية المتكاملة:

تزخر كثيرا من المجتمعات بالعديد من المشكلات سببتها ضآلة التنسيق الكامل بين الأجهزة المعنية وبين المجتمعات الريفية رغم مابها من امكانات , ولجأت تلك الأجهزة فى عهود طويلة الى حل المشكلات بالإرتجالية والحلول الجزئية , وقد تكون الحلول مكثفة احيانا ولكنها بلا ضوابط , وغالبا ما تكون متفرقة ومشتتة وبلا تنسيق بينها وبالتالى لا ينتظر منها التكامل.

وقد لا يكون المخرج هنا هو انشاء معهد للتخطيط القومى أو أجهزة متعددة للتخطيط , بل يكون بالتخطيط المتكامل والمنهج التكاملى الذى يراعى التنسيق والتكامل فى كل اتجاه وهو مايسمى coordination أى يعنى الترتيب والتنظيم والترابط للأجزاء طولا وعرضا وعمقا فى كل متكامل , والتكامل هو النظر الى تلك الأجزاء نظرة شمولية كنسيج متكامل ومتشابك , فعلى المنمى أن يتحرك بالأجزاء قدما للأمام ككتلة واحدة فالاتجاه التكاملى أصبح الآن لغة العصر.

مفهوم التنمية ومؤشراتها

ان التنمية development لفظ شاع استعماله بكثرة فى الأونة الأخيرة فقد تناوله بعض المفكرين فى الدول الزراعية والمتخلفة من زاوية تغلب عليها النظرية , بأنه التغير الاجتماعى social change الذى تقدم من خلاله أفكار جديدة فى النسق الأجتماعى بهدف تطوير وتحسين أحوال الناس وتوفير الخير الاجتماعى social well being لهم . يفضل بعض المشتغلين فى الحقل الاجتماعى تعريفه من زاوية أكثر عملية بأنه تلك العمليات التى تبذل بقصد , ووفق سياسة عامة لإحداث تطور اجتماعى واقتصادى وسياسى للناس فى بنيانهم environments وذلك بالاعتماد أساسا على الجهود الأهلية والحكومية المنسقة والمتكاملة , على أن تكتسب كل منها قدرة أكبر فى مواجهة مشكلات المجتمع نتيجة لهذه العمليات , ولقد نحت هيئة الأمم المتحدة نحوا عمليا حين عرفت التنمية بأنها العملية المرسومة لتقدم المجتمع جميعه اقتصاديا واجتماعيا معتمدا أكبر اعتماد ممكن على مساهمة المجتمعات المحلية ومبادئها , ثم أضافت الهيئة عام 56 ان التنمية هى العمليات التى يمكن بها توحيد جهود المواطنين والحكومة لتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فى المجتمهات المحلية ومساعدتها على الاندماج فى حياة الأمة والمساهمة فى تقدمها بأكبر قدر مستطاع.

وهناك ثمة اتجاهات حديثة تنظر الى التنمية من زاوية الآثار المترتبة عليها , ويعنون هنا بالقياس الرقمى وميزان الكسب والخسارة والمدخلات والمخرجات وهو الإتجاه الأكثر شيوعا فى الفكر التنموى الحديث.